البعض يمر بموقف لا يرى نفسه الا و طلقات الكلام قد خرجت منه تشبه الأعيرة النارية
وبعدما يهدأ و يراجع ما بدر منه يرى بأن الأسباب لم تكن تلك الأسباب التي دعت لهذا الأنفلات
ولكن بالغوص بالأعماق
نجد كان هناك مخزونا تراكميا قد ادى الى هذا الأنفلات
و الى هذه الأعيرة النارية
وفي هدأة الليل و مراجعة النفس
تجد " لو" تأتي تتمختر وكأنها هي الأن السيدة المتسيدة
على رأسك و على بنات واولاد افكارك
لو قلت كذا
او سكت عن كذا لكان الحال مختلف
ولكن جفت الاقلام و اصابت الطلقات القلوب و طويت الصحف
" تعبانة "
كتبتها بهدأته الليل
التعب من الصمت و الاحدث هي اول ما خطتيها على تلك
الورقة
فالورقة
برأي هي اجمل وأروع و اكتم صديق
وهي التي تتقبلنا بكل غضبنا و تشنجنا وحتى تستحمل طلقاتنا
فالورقة تلم تلك الحروف لتسجل الكلمات
ونزف الروح وتسجل حالات الغضب و الجنون التي مررت بها
القليل من يستقبل ذلك النزف و يقرأه و يقدر عمقه وحجمة وألمه
القليل من يقرأ تلك الحروف التي حملت معنى الأسف و الحسرة من ذلك الموقف
القليل من يقرأ أنين الجواري على الورق و يقرأ صدق الحروف
فالكلمات التي نهرب من ان نقولها تواجهنا على الورق
نودعها الورق هنااااك حيث المساحات البيضاء تسمح وان ندرت القلوب
فعذرا أيتها الورقة ان حُملت على اسطركِ أصدق اللحظات وجنون الانفعال
بحبرا اسوداٍ يكتبُ هلوسات من اعماق الأعماق
فنحن نهرب من الكلمات الى الكلمات ...