&&&&&&& أسراري في وسادتي *********

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أسراري في وسادتي

من كان يظن أن الوسادة مخصصة فقط للراحة والنوم فهو مخطئ ، حيث هناك من يكتم في قلبه الحمل الثقيل من المتاعب والهموم التي لا يعلمها غير الله سبحانه ، فلا يفصح ، ولا يتكلم ، ولا يشتكي ، ولا يشكي همومه للغير حتى لا يزيد من متاعبهم ، ويتسبب في نفورهم وابتعادهم عنه ، فقد يكون في قلوبهم من متاعب وهموم أعظم مما في قلبه ، فحتى أقرب الأقرباء من حوله لا يعلم عن أسراره شيء ، فلا يتضح على وجهه علامات الاستفهام التي قد تشغل تفكير من يجلس حوله ، فلا يشاهدون غير علامات السرور والسعادة على وجهه ، بينما الذي في القلب أثقل مما يتحمله الميزان ، فلا يتذوق طعم النوم ، ولا يتغير ليله عن نهاره ، ولو تكلمت وسادته بما يحمل قلبه من المتاعب والهموم لتعاطف معه الجميع على حمله الثقيل ، ولكن تبقى الوسادة هي أقرب من يسمع لنا ، وهي أكثر من يتحمل همومنا ، وهي الصندوق الذي يحفظ أسرارنا ، ومن حسن الحظ أن الوسادة لا تتكلم حتى لا تظهر للغير فضائحنا ، فتسمع ولا تتكلم ، وتكتم ولا تفضح ، وتتحمل ولا تتألم ، فالتعب نفس التعب ، والهموم نفس الهموم ، فهناك من يشتكي ويتكلم ولا يستطيع أن يتحمل ، فيشغل غيره فوق شغله ، وهناك في المقابل من يلتزم الصمت ويكاد أن ينفجر فلا يشتكي إلا لوسادته ، ولو تكلمت الوسادة لفضحتنا وأخرجت كل مايدور في خواطرنا من الزلازل والبراكين التي تشتعل داخل قلوبنا ، فقد نمتلك الشجاعة ونتكلم ونظهر مافي داخل قلوبنا ، ولكن ماتخفيه الوسادة أعظم ، فهنيئاً لمن ينام خالي البال ومرتاح الضمير ، فهناك من يشغل الوسادة بهمومه ومشاكله وتفكيره الطويل ، وهناك في المقابل من تنام معه وسادته التي تحمل عنه الثقل الكبير من الهموم والمتاعب التي لا تنتهي ، وهناك من يعلن الحرب مع وسادته فتكون فوق رأسه قبل أن تتحول تحت أقدامه ، وفي الأخير تستقر وسادته خارج الفراش بعد أن يرمي همومه وكل مايشغل تفكيره عليها ، فينام وتنام الوسادة ليبدأ معها يوماً جديداً من الهموم التي لا تنتهي ، فتجف الدموع ، وتتبدل الوسادة ، وتأتي بعدها ألف وسادة ، والحال نفس الحال ، والهم نفس الهم ، ولا جديد في ذلك ، فلا أجمل من أن ننام تحت حفظ الله وبذكره سبحانه (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) فلا نستسلم للهموم ، ولا نجعل الدنيا تشاركنا الراحة والنوم ، حتى لا تمرض عقولنا ، وتموت قلوبنا ، وحتى لا يزداد الليل أكثر سواداً في حياتنا ، فلا نشاهد غير الظلام في وضوح النهار ، ولا نميز النهار من ظلمة الليل ، فلنفتح صفحة جديدة مع الوسادة ونجدد علاقتنا بها ، فلا تحسدوني على ابتسامتي ( فأسراري في وسادتي ) .

المشاركات : 27260 تاريخ التسجيل : 09/08/2010

ميرسي كتير يا سارة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المشاركات : 88182 تاريخ التسجيل : 18/10/2008

تسلمى كتير يا ساره
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]